شيوخها ابن الصلاح وأبو شامة ومن أواخرهم الشيخ بدر الدين الحسني والشيخ عبد الحكيم الأفغاني. وهو صاحب «المجموع»، أكبر مرجع في فقه الشافعية. أما عرفتموه؟ إنه النووي.
وما كنت أكتب عنهم مكدّساً الروايات التاريخية بعضها فوق بعض، كجدار فيه الحجارة الكبار لكن بلا مِلاط يمسكها ولا هندسة تنظمها. بل كنت في تأليف هذه السلسلة أمشي على طريقتي في كتابي «رجال من التاريخ»: أجمع أقوال المؤرّخين ثم أحقّقها، ثم أختار مشهداً من حياته أجعله مدخلاً إلى الكتابة عنه، فيكون ما أكتبه عنه وسطاً بين القصّة الأدبية والسيرة التاريخية (?).
* * *
وهذه المقدّمة كلها لأقول لكم إن المطر انقطع على عهد الإمام النووي سنين طوالاً، شحّت فيها العيون وأمحَلَت فيها الأرض وتوالت سنوات الجدب، حتى صارت السهول صحارى