إنه مثل كانط الذي كانت تُضبَط الساعة على موعد خروجه من داره، وإن كان ابن بلده هاينه يقول إنه ليس إنساناً يَشعر بل آلة تتحرك، وشاعرنا (أظن أنه حافظ إبراهيم) (?) يقول:

ولذيذُ الحياةِ ما كانَ فوضى ... ليسَ فيهِ مسيطرٌ أو نظامُ

والله أعلم بصحّة ما قاله.

* * *

سكن جدي أولاً مع عمّه في داره الكبيرة وتزوّج ابنته (?)، لذلك كان أبي يُعرِّف نفسه بأنه «سبط الطنطاوي» أي ابن بنته. وكان أهل الشام يحرصون على اجتماع الأسرة كلها في الدار الواحدة، الجد والجدّة والأولاد وزوجاتهم وأبناء هؤلاء الأولاد وبناتهم، لكل منهم جانب من هذه الدار الواسعة، وكلهم يأكل من قِدْر واحدة، تغرف كل أسرة صغيرة وتذهب بطعامها إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015