ومن سادة المنابر. وأنا قد جرّبت الطريقتين، كنت أخطب مثل السباعي وأمثاله: تغلبني الحماسة فيعلو صوتي ويحمرّ وجهي وتتلاحق الجمل والعبارات مني، ثم انتقلت منها إلى مثل طريقة الشيخ حسن البنا والدكتور الشهبندر.

في هذه الحفلة في دار الإخوان سنة 1945 قام يخطب شابٌّ آتاه الله جمالاً في الوجه وبسطة في الجسم وجَهارة في الصوت، على رأسه عمامة ليست مثل عمائم المشايخ في مصر، بل هي على طربوش مقشَّش مكويّ كعمائم السوريين والأتراك. فألقى خطبة تتفجّر حماسة وتتدفّق إيماناً، تزدحم ألفاظها ازدحاماً. فسألت عنه، فوصفوه لي بإعجاب وعرّفوه بفخر، وإذا هو طالب عراقي موصلي.

وللحديث بقيّة (?).

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015