ويظهر أن حلب كانت مثابة للعلم والفن؛ فهذا الرجل قد قصدها لتلقّي العلم عن علمائها، وبعضُ كبار أهل الفنّ أمّوها لأخذ الفن عن موسيقيّيها، ومن هؤلاء محمّد عبد الوهاب كما ذكر عن نفسه. ومصادرُ الغناء اليوم -فيما أعلم أنا- هي الموشحات الأندلسية، والأدوار والأغاني المصرية، والقدود الحلبية، والمقامات العراقية، والعتابا والمواويل السورية واللبنانية.

كيف ذهب إلى حلب؟ ولماذا؟ لا أعلم وقد "قرأ في حلب على الشيخ أحمد الترمانيني وغيره وأجازوه". وهذه الإجازات كانت بمثابة الشهادات الجامعية اليوم، "وكان من طريقتهم أن الشيخ يمتحن الطالب فيما قرأ ثم يجيزه به. والإجازات على درجات: منها الإجازة العامّة ومنها الإجازة الخاصّة، وليس للإجازة العامّة اعتبار الإجازة الخاصّة، بل كان العلماء يستنكفون عن العمل بها" (?). ثم قدم دمشق سنة 1255 "فأقام بها خمس سنين، وتلقى الطريقة النقشبندية عن الشيخ محمد الخاني الكبير، وبقي نزيله هذه المدّة". وكذلك كان يصنع العلماء الأغنياء؛ يُنزِلون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015