القَنَوات وتعاور الخطباء المنبر، قال لي: لا بد أن تتكلّم. وصاح بالناس: كَفّ يا شباب، سَمَاع (أي صفّقوا واستمعوا)، الشيخ علي الطنطاوي.
وكنت أُدعى بالشيخ من قبل سنة 1930، ولذلك قصّة سأقصّها يوماً (?). فقلت له: إني نظمت قصيدة. قال (بلهجته العامّية) وشاعر أيضاً؟ تقبرني (وهي كلمة تحبُّب تُقال في الشام). قلت: نعم. قال: هات. وأصغى الناس، وأردت أن أجعلها نكتة فقلت (كأنني ألقي مطلع قصيدة): دمشقُ قدْ فازَ الزعيمُ فخري.
هل انتبهتم إلى النكتة في كلمة «فخري»؟ فضحكوا جميعاً وقال: بلحيتك (يخاطبني أنا). نطق بدري! (وهي كلمة لا يعرفها إلاّ الشاميون، أو الكهول والكبار منهم) (?).
كان فخري البارودي وطنياً مُخلِصاً وأميناً على المال، ولكن الناس يتّهمونه تهمة شائعة وقالة سوء قيلت عنه، ما حقّقتها