(الأستاذ محمد سرور الصبّان، مدير إدارة وزارة المالية) وأصدر كتاباً أدبياً ضمّ بين ضفّتيه مختارات لأدباء الحجاز، فأثبت للأمة أن هناك أدباً راقياً يُدعى الأدب الحجازي.
تجد في هذه المجموعة روح الحجاز الأدبية ممثلة من حيث صحّة النزعة وبساطة التفكير وجماله، فكان عمل هذا الأديب بشير يقظة فكرية. وقد كان الأدب الحجازي في ذلك الوقت بسيطاً شأن كلّ شيء في بدايته ... وكان الكُتّاب البارزون في الحجاز لا يزيدون عن عشرة، أما الحجاز اليوم -بفضل الله ثم بفضل جهود أبنائه المخلصين- فتقدّم بخطوات واسعة إلى الأمام ومال إلى احتذاء أدب مصر ونزعاتها الفكرية.
إلى أن قال: والأدب الحجازي اليوم رمز لِما في أفئدة الحجازيين من عواطف وإحساس وحُبّ وولاء ولِما في نفوسهم من شعور وكرم وأخلاق ... وأدباؤنا يشعرون ويتأثرون بعوامل الحياة الفكرية، ويُجيدون التصرّف في فنون القول، ويُبدِعون في سبك العبارات ووضعها في قالب من الحكمة والذوق ليحوزوا قصب السبق في معترك الحياة الأدبية وليرفعوا اسم بلادهم عالياً، وهذا ما يرجوه ويناصره كلّ أديب حجازي وُهب موهبة الإحساس والشعور بالحياة وفرائضها، وليس ولله الحمد ثمة ركود ولا فتور في النفوس والأفكار.
* * *