-109 -
جاءتني رسالة من المنصورة في مصر يقول مرسلها «ع. م. ل»: لقد تركناك في المستشفى في دمشق، فكيف عُدت إلى بغداد وحدّثتنا عن مظاهرة بغداد؟
هذه خلاصة الرسالة. لقد عدت إلى بغداد لأن الله قدّر عليّ أن لا أحطّ الرحال إلاّ لأجدّد الارتحال، كأنني «موكَلٌ بفضاءِ اللهِ أَذْرَعُهُ» كما قال ابن زُرَيق. «يوماً بحُزوى ويوماً بالعقيق» ... وإن كنت ما أعرف ما حُزوى هذه ولا أدري أين هي من الأرض (?). فهل أبقى دهري كله متنقلاً مرتحلاً؟
وهل مِن سبيلٍ للشآمِ؟ ونظرةٌ ... إلى برَدى قبلَ المماتِ سبيلُ؟
وإلى قاسيون وداري فيه؟ وهل أرى الربيع في الغوطة؟ والثلج على شعفات جبال المزة؟ أم انقطع به عهدي فلا أمل