مهراً لوصالها، ويجعلون أرواحهم تحت أقدامها، لو فتحت عليها بعد عشرة أيام من موتها فماذا ترى؟
هذه هي الدنيا وهذي لذائذها. عشت سبعاً وسبعين سنة، ذُقت الحلو وشربت المرّ، ورأيت النفع وقاسيت الضرّ، وعرفت الشهرة والمجد وعرفت أيضاً الخمول والنكران، وأنا أقول هذا بعد تجارِب هذا العمر الطويل، فهل زهدت في الدنيا وتجرّدت للعمل للآخرة وسعيت لها سعيها؟ أقول: لا. أقولها وأنا غارق في عَرَق الخجل من الله، وأنا منغمس في غمرة الألم، أقولها لأنها هي الحقيقة. هل تريدون أن أكذب عليكم؟ إنها لتمرّ بي أوقات أذكر فيها الحقيقة الكبرى التي كتبت عنها مقالة في مجلة «الرسالة» أو «الثقافة» (لم أعد أذكر) من أكثر من أربعين سنة إثر قراءة كتاب أندريه موروا عن الوزير الإنكليزي اليهودي دزرائيلي (?).
سأحدثكم حديث موتي غرقاً في بيروت سنة 1954 وأني رجعت إلى الدنيا بعدما وضعت رجلي على عتبة الموت (?)،