أمّا مدير الكلّية فهو الرجل الفاضل الذي طوّق عنقي بمكارمه وأثقل ظهري بأياديه عليّ، والذي كان لي أخاً كبيراً وكان يوليني من العطف والحبّ أكثر ممّا يولي امرؤ أخاه. ولقد كنت أتمنّى أن أجدد العهد برؤيته، ولكن أبلغني الأستاذ القباني مدير الأوقاف، وقد زارني في مكّة، أنه تُوفّي من قريب. رحمة الله عليه وجزاه الله عني خيراً (?).

وكان ممّن أذكر من الأساتذة الشيخ محمد العربي العزوزي، الذي صار أمين الفتوى بعد الشيخ سلام، وله كتاب عمّن عرف من الرجال في بيروت ذكرني فيه فأثنى عليّ ثناء لا أستطيع أن أنقله، ووصفني بصفات ونسب إليّ مزايا لا أستحقّ معشارها، لذلك أُعرِض خجلاً عن نقل ما قاله، وأسأل الله له الرحمة والغفران (?).

لمّا وصلت الكلّية وجدتها في بناءَين في آخر البسطة على يسار الصاعد من البلد، أولاهما للتدريس والثانية للطلاّب:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015