ما هذه الدنيا يا ناس؟ هذه الدار التي كنت أفرّ إليها من ضيق الحياة وزحمة المجتمع فأغلق بابها عليّ، وأخلو فيها إلى نفسي فأحسّ أنها جزء مني وأنها لي وحدي، صارت غريبة عني؟ تُنكِرني وتجهلني كأني لست منها وليست مني! وصارت لغيري، فإذا ما جئت أطرق بابها رُدِدْت عنها أو قُبلتُ فيها ضيفاً غريباً لا أرى إلاّ ما يراه الضيف ولا ألبث إلاّ ما يلبث الضيف! لا يا سكانها، ما أنا بالضيف الغريب، إنها كانت داري، إن لي فيها حقاً، لي فيها ذكريات، فيها من حياتي، من أنفاسي، من روحي" (?).

* * *

إني لأنظر الآن من خلال السنين، أقف على درب (?) القرون أراها وهي تمرّ بي قرناً بعد قرن، وأشاهد مواكب الأيام وهي تجوز بي موكباً إثر موكب، كفِلْم في سينما تعرض فصولُه قصّةَ بغداد. لو كنت أستطيع أن أعرض الفِلم كلّه لأحسستم أنكم تعيشون معي في قلب التاريخ وتحلّون معي «أشخاصاً» في هذه القصّة العبقرية التأليف والإخراج. ولكن الفِلم طويل، فاكتفوا بهذه اللمحات الخاطفة من هذا الفِلم العظيم (?).

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015