تحت القبة (وكان التدريس تحت القبة لكبير علماء الحديث في البلد) ووصفته فيما كتبته عنه يوم وفاته سنة 1935 في مجلة «الرسالة» (?)، وقد جعل الأستاذ الزركلي هذه المقالة من مصادر ترجمته في «الأعلام». وقد ارتجّت الشام لوفاته رجّة شديدة وهُرع علماء سوريا إلى دمشق، جاؤوا من مدنها كلها، وأتعجّل القول (وأنا أتكلم عن أحداث سنة 1919) فأقول إنهم قرّروا أن يشرّفوني بأن أكون أنا الذي ينعاه للناس في الأموي، في جمع لم تشهد دمشق جمعاً في الأموي أكبر منه.

أمّا الشيخ الكتاني فقد كان آية في معرفة علوم الحديث، وكتابه العظيم الذي سمّاه (تواضعاً) «الرسالة المستطرَفة» (?) دليل هذا العلم الذي لا أعرف في هذا العصر ولا غيره من ألّف مثله. وأحسب أنه أملاه إملاء، وسلوا عن هذا صديق العمر أخي الشيخ ياسين عرفة الذي طبع الكتاب.

وكنا نحضر درسه فيقرأ معيد الحلقة، وهو السيد محمد الزمزمي (ابن الشيخ ووالد الصديق السيد المنتصر)، ثم يأخذ الشيخ بالكلام عن رواة الحديث واحداً واحداً، يذكر مَن وثّقه ومن تكلّم فيه، ثم يتكلم عن المتن كأنه يقرأ من كتاب، وذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015