ذخيره الحفاظ (صفحة 1085)

الباغية، ثمَّ آخى بَينه وَبَين سعد. ثمَّ دَعَا عريمر بن زيد أَبَا الدَّرْدَاء، وسلمان الْفَارِسِي، فَقَالَ: يَا سلمَان {أَنْت منا أهل الْبَيْت، وَقد اتاك الله الْعلم الأول، وَالْعلم الآخر، وَالْكتاب الأول، وَالْكتاب الْأُخَر. ثمَّ قَالَ: أَلا أرشدك يَا أَبَا الدَّرْدَاء} قَالَ: بلَى بِأبي أَنْت وَأمي، يَا رَسُول الله {قَالَ: إِن تنتقدهم؛ ينقدوك، وان تَركتهم؛ لَا يتركوك، وَإِن تهرب مِنْهُم؛ يدركوك، فأقرضهم عرضك ليَوْم فقرك، وَأعلم أَن الْجَزَاء أمامك، ثمَّ آخى بَينه وَبَين سلمَان. ثمَّ نظر فِي وُجُوه أَصْحَابه، فَقَالَ: أَبْشِرُوا، وقروا عينا، أَنْتُم أول من يرد عليّ حَوْضِي، وَأَنْتُم فِي أَعلَى الغرف. ثمَّ نظر إِلَى عبد الله بن عمر، فَقَالَ: الْحَمد لله الَّذِي يهدي من الضَّلَالَة، ويلبس الضَّلَالَة على من يحب. فَقَالَ عَليّ لَهُ: لقد ذهبت ررحي، وَانْقطع ظَهْري حِين رَأَيْتُك فعلت بِأَصْحَابِك مَا فعلت غَيْرِي، فَإِن كَانَ هَذَا من سخط عَليّ، فلك العتبى، والكرامة. فَقَالَ رَسُول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم -: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا أخرتك الا لنَفْسي، وَأَنت مني بِمَنْزِلَة هَارُون من مُوسَى، غير أَنه لَا نَبِي بعدِي، فَأَنت أخي، ووارثي. قَالَ: وَمَا أرث مِنْك، يَا نَبِي الله؟ قَالَ: مَا وَرثهُ الْأَنْبِيَاء قبلي. قَالَ: وَمَا هُوَ} قَالَ: كتاب رَبهم، وَسنة نَبِيّهم، وَأَنت معي فِي قصري فِي الْجنَّة مَعَ فَاطِمَة ابْنَتي، وَأَنت أخي، ورفيقي، ثمَّ تَلا رَسُول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم -: (إخْوَانًا على سرر متقابلي (ن المتحابين فِي الله ينظر بَعضهم إِلَى بعض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015