عوت الكلاب وخارت الأبقار في …*… هلع كأن قد ألهمت اقبالها

ولعل فيها عبرة لذوي النهى …*… وهدي يقي النفس اللجوج ضلالها

فالنفس لم تترك غرائز خبثها …*… والآدمية لم تدع صلصالها

وبنو الجزائر في سفاسف عيشهم …*… خلف اللذائذ ينشدون وصالها

ترجو الجزائر أن تناضل حرة …*… عن حقها فيعرقلون نضالها

وتحولت حكامها ظلامها …*… وتبدلت انصارها خذالها

فلذاك أنذرنا الإله برجة …*… في كل يوم نسمع استفحالها

كم كرمة ألوت بها وحديقة …*… عصفت بها ومن استغل غلالها

وسراية قد زينت بأسرة …*… تؤوي عرائس لا تحد دلالها

خسفت بها فتقوضت وتعوضت …*… من يمنها شؤما يقبح فالها

لم تبق ربات الحجال بها كما …*… لم تبق إلا في الحضيض حجالها

كم أسرة في عزها وجلالها …*… نشأت أضاعت عزها وجلالها

امست مشردة تهيم فقيرة …*… تبكي سعادتها وتندب مالها

كم مرضع صاد الحمام وحيدها …*… كالنسر صاد حمامة فاغتالها

فتحرقت حزنا عليه وأعولت …*… ترجو إغاثة من يعي اعوالها

وخريدة في الآنسات فريدة …*… نزل البلاء بها فحير بالها

صرخت من الانقاض تسأل نجدة …*… عجلى فلبى المنقذون سؤالها

خفوا اليها كالوعول تسابقت …*… نحو المكانس كي تجير غزالها

واستنقذوها من مخالب موتها …*… والخوف يوشك أن يثير خبالها

فنجت وصحت بالعلاج وأصبحت …*… برعاية الاسعاف تحمد حالها

إن الجزائر بالجميل مدينة …*… لمن افتدى الأسر الضياع وعالها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015