ألقيت هذه القصيدة في إحدى حفلات مدرسة (الشبيبة) بالجزائر سنة 1932م. وهذه القصيدة والقصيدة التي تليها هما من قصائده الثورية التي كانت كإرهاص لثورتنا المسلحة، فقد نظمهما قبلها بعدة سنين:
ــــــــــــــــــــــــــ
أحييك هذا مقام التحيه …*… أحييك بالنفحات الزكيه
أحييك من محفل عبقري …*… تلاقت به الأنفس العبقريه
سكنا الى ظله امنين …*… كما تسكن الطير عند العشيه
تؤلفنا الملة المرتضا …*… ة وتجمعنا الرحم اليعربيه
شباب الجزائر طب بالاخا …*… ء فقد حزت في رعيه الأسبقيه
وطف حول مورده المستطاب …*… كما طافت النحل الخليه
أناديك للخير خير النداء …*… وأوصيك بالحق حق الوصيه
ذر الخوف تعرف ثنايا السلوك …*… فمن هاب خاب وضل الثنيه
رأيت المنايا سبيل المنى …*… فخاطر تصب منية أو منيه
اذا زلزلت بالخطوب البلاد …*… فلا خير في حذر أو تقيه
تولى زمان الرضى بالهوان …*… ووافى زمان الفدى والضحيه
أنصلى الجحيم، ونسقى الحميم، …*… ونرعى الوخيم، ونعطى الدنيه؟
ومن حولنا تستباح الديار …*… ويخزى الصبي بها والصبيه
أتخضع للضيم يا بن الأباة …*… وتطرق مستسلما للأذيه
أما في عروقك أزكى الدما؟ …*… أما في فؤادك أذكى الحميه؟
حنانك أنت رسول النجاة …*… فأدرك من الهالكين البقيه