باخرة الموت

علام يظل دهرك مستريبا؟ …*… تسائله ويأبى أن يجيبا

ويغضى عن شكاتك مستخفا …*… كأنك في شكاتك لن تصيبا

فيا لله من دهر تغافى …*… عن البلوي ولم يبصر قريبا

ويا لله من دهر تجافى …*… عن الذكرى واكبر أن ينيبا

ألم يوقن بأن الخطب خطب …*… تكاد له البصائر أن تغيبا

ألم يوقن بأن الخطب أنجى …*… على العمال شبانا وشيبا

قسا البلد الحريج وضاق ذرعا …*… بهم فتيمموا البلد الرحيبا

وأدرك ربعهم جدب مشت …*… لهم فاستقبلوا الربع الخصيبا

وقالوا إن في باريس عيشا …*… يروق غضاضة ويلذ طيبا

وقالوا انها تسلي المعنى …*… وقالوا انها تؤوي الغريبا

وإن لها من الحسنى لحظا …*… وان لنا من الحسنى نصيبا

ألسنا المخلصين لها حضورا …*… السنا المخلصين لها مغيبا

محضناها المحبة واغتدينا …*… نطارحها التغزل والنسيبا

ولبينا مهيب الحرب لما …*… أهاب بنا فأرضينا المهيبا

فسدت في وجوههم النواحي …*… مسالكها ولم ترحم حبيبا

وقامت ضجة في الغرب كبرى …*… تصب عليهم النقد مريبا

فكم من قائل أخشى وحوشا …*… تدب بأرض باريس دبيبا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015