وقفة على بحر الجزائر

(?) نشرت في الجزء التاسع من الشهاب عام 1930م

ــــــــــــــــــــــــــــــ

وقفت على بحر الجزائر ليلة …*… وناجيته لو كان يسمعني البحر

فقلت له: يا بحرمالك هائجا …*… على البر مغتاظا ولم يذنب البر

وما لك لا تألوه دفعا وضجة …*… وصفعا بأيدي الموج رق له الصخر

لعلك مغتاظ عليه لأنه …*… كثير الرضا في النائبات له صبر

تقول: لماذا يمكث البر حاملا …*… عليه هنات لا ينهنهها زجر

تروح عليه الشائنات وتغتدى …*… تباعا ولا نهي عليه ولا أمر

وتفشو من العاثين في جنباته …*… أمور لها وجه الشريعة يحمر

ويذهب سعي الناس فيه مذاهبا …*… لكل ابن أنثى منهم فوقه أمر

كسرب من الأغنام أخطأت الحمى …*… فضلت سواء القصد والجو مغبر

ويأتون أفعالا عليه ذميمة …*… مخالفة، في فعلها يعظم الوزر

كتجرهم بالغش والكذب والربا …*… وما كان مسموحا بها لهم التجر

وزرعهم للتبغ وهو لهم أذى …*… وعصرهم للكرم وهو لهم خمر

فيوسعهم في كل ذلك بسطة …*… وتشملهم منه الكرامة والبر

وأعجب من هذا وذلك أنه …*… لأحيائهم مهد وأمواتهم قبر

رويدك قد أنديت يا بحر وجهه …*… بتقريعه فارفق به ولك الشكر

كأني (برأس المول) (?) جاءك باسطا …*… له العذر لو يفضى إلى سمعك العذر

يناديك كن يا بحر بالبر مشفقا …*… رحيما لعل البر بالخلق مغتر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015