صارخة، وانظر جفنتي اللتين كنت أصنعهما، فاصنعهما ثمّ احملهما إلى المسجد، فإذا سلم الإمام فقدمهما إليه، فإذا طعموا فقل لهم فليحضروا جنازة أخيهم؛ وأنشد: (وإذا دفنت أباك ... البيت) وهذه الأبيات قصيدة طويلة من جيد الشعر، ويقول بعض الرواة: إن لبيداً قالها في الليلة التي توفيّ فيها، ولكنّه يقول فيها: (واعفف عن الارات وامنحهن ميسرك السمينا) وهذه صورة جاهليّة إن لم نعدّها مجازاً من القول:

أُنْبئْتُ أنَّ أبَا حَنِيـ ... ـفٍ لامَنِي في اللَّائِمينا

أبُنَيَّ هلْ أحْسَسْتَ أعْـ ... ـمامِي بَني أُمِّ البَنِينا

وأبي الذي كانَ الأرا ... ملُ في الشِّتاءِ لهُ قَطِينَا (?)

[وَأبُو شُرَيحٍ والمُحَا ... مي] في المَضِيقِ إذا لَقِينَا (?)

الفتيَةُ البِيضُ المصَا ... لتُ أشبَعُوا حَزماً ولِينا (?)

مَا إنْ رأيتُ ولا سَمعْـ ... ـتُ بِمِثْلِهِمْ في العالمينا

لم تَبْقَ أنْفُسُهُمْ وكا ... نُوا زِينَةً للنّاظرِينَا

فلئنْ بعثتُ لهمْ بُغَا ... ةً ما البُغَاة ُ بِوَاجِدِينَا (?)

فَمَكَثْتُ، بَعْدَهُمُ وَكُنْـ ... تُ بِطُولِ صُحْبَتِهِمْ ضَنينَا (?)

ذَرْني وَمَا مَلَكَتْ يَمِيـ ... ـني إنْ رَفَعْتُ بِهِ شؤونا (?)

وافْعَلْ بمالِكَ ما بَدا ... لَكَ، إنْ مُعَاناً أو مُعِينَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015