قال أبو عُبَيدة
كان ذو الكَلْب يَغْزُو فَهْما، فوضَعوا له الرَّصَد على الماء، فأخذوه وقتلوه، ثم مَرّوا بأختِه جَنوب، فقالت لهم: ما شأنُكم؟ فقالوا: إنّا طلبْنا أخاكِ عَمْرا. فقالت: لئن طلبتموه لتجِدُنّه مَنِيعا، ولئن أضَفْتموه لتجِدُنّ جَنابَه مَرِيعا، ولئن دعوتموه لتجِدُنّه سريعا. قالوا: فقد أخذناه وقتلْناه، وهذا سَلَبُه، قالت: لئن سلبتموه لا تجِدُنّ ثنّته وافية، ولا حُجْزته جافية، ولا ضالّته كافية، ولرُبّ ثَدْىٍ منكم قد افتَرشَه، ونهبٍ قد احْتَرَشه، وضِبٍّ قد اخْتَرَشه، ثم قالت جَنوبُ تَرثِى أخاها:
سألتُ بعَمرٍو أخي صَحْبَه (?) ... فأَفظَعنى حين رَدُّوا السُّؤالَا
صحبه: أصحابه.
فقالوا قنلْناه فى غارةٍ ... بآيِة (?) أَنْ قد وَرِثْنا النِّبالا
النِّبال: جع نَبْل.
فهلّا إذنْ قبلَ رَيْبِ المَنون ... فقد كان رَجلا وكنتمْ رِجالا
قوله: رَجْلا يعنى رجُلا.