وفي هذه الحرب يقول جُنادةُ (?) بنُ عامر أحد بني الدَّرْعاء، والدَّرْعاء (?): حيٌّ من عَدْوان ابن فهم بنِ عَمْرو بن قيس عيلان، واسم عَدْوان الحارث، وخلفهم في بنى سَهْم بن معاوية فيِ تميم بن سعد بن هُذَيل:
لعَمْرُكَ ماونَى ابنُ أبى أُنَيْسٍ ... وما خامَ القِتالَ وما أَضاعَا
قال أبو سعيد: قولهُ: خامَ القتال، أي عَدَل عنه.
رَمىَ بقِرانِها حتّى إذا ما ... أتاه قِرْنُه بَذَلْ المِصاعا
قوله: رَمَى بقِرانها، يعني نَبْلا. والقِران: المستوية. يقول: لمّا أنفَدها قاتَلَ بَسيْفِه. والمِصاع: القتال بالسيف.
بذى رُبَدٍ تَخالُ الأَثْرَ فيه ... طريقَ غرانِقٍ خاضت نِقاعا
رُبَد: آثارٌ فيه تَلمَع سَوادا، وإنّما يصف سيفا. وأَثْرهُ: فِرِنْدُه، وهو الّذي تراه كأنّه مَدَبّ نَمْل. فيقول: تَحسَب هذا الأَثْرَ الّذي في مَتْن هذا السيف طَريق غَرانِق، وهي طيرٌ. خاضت نِقاعا. يقول: كأنها خاضتْ في طينٍ فتُرَى أثارُ أرجُلِها. فشبّه فِرِنْدَ السيف بآثارها. وواحدُ الغَرانِق غُرْنَيْق (?).