وليس ثمّ جذاء، إنما هذا مَثَل، وكانت العرب إذا حَذَتْ حذت خاما وإنما الخام من جلوم الإبل، لأنّها لا تُدبغَ، لم تخصَّر ولم تُلسَّن.
وارجع مَنِيحتَك الّتى أتبعتَها ... هُوعًا (?) وحَدَّ مذلَّقٍ مسنون
قوله: هوعا، أي أتبعتَها قَيئا، أي أنك لم تَهبْها طيّب النفس، وأتبعتَها تطلُّعك نفسَك إليها، وأتبعتَها حدَّ مذلَّق مسنون (?) أي مِثلَ الرُّمْح تؤذينا به. ويقال: الهوع الجَزَع، والهوع "مثل الصو والصو (?) " يقال: هاع يهوع هوعا مِثل جَزِع يَجزَع جَزعا ويقال: رجلٌ هاعٌ لاعٌ.
أزعمتَ أنِّي إذ مدحتُك كاذِبٌ ... فشفَيتَنى وتجارِبي تَشفينى
يقول: زعمتَ أنّى كاذب إذ مدحتُك فشفيتَنى ممّا في صدرى، وما جرّبتُ منك يشفينى.
وزعمتَ أنّى غيرُ بالغ غايةِ الـ ـنُّـ ... ـجَباءِ إنّ الدهر ذو تَلْوِينِ
إن الدهر ذو تلوين، أي ذو تقلّب. يقول: قد تغيَّر الزمن حتى تقول هذا إلىّ؟