ديوان الهذليين (صفحة 375)

فمرّت كَهاةٌ (?) ذاتُ خَيْفٍ جُلالةٌ ... عَقيلةُ شيخٍ كالوَبيلِ يَلَنْدَدِ

أَلَنْدَد ويلَنْدد: الغليظ الشديد. وقوله: الغار [والخوف] (?) المُحِمّ، هو الذى يأخذ (?) معه هَمٌّ وحديثُ نفس. ويقال: حاجة مُحِمّة. وإنما يريد أنه ضَمَر حتّى صار مِثلَ العصا؛ وأنشَدَنا خَلَف الأحمر:

لا يَلتَوى من الوَبيِل القِسْبارْ (?) ... وإن تَهَرّاه بها العبدُ الهارْ

تَهرّاه، يعني ضرَبَه بالهِراوة.

وَظلَّ لها يومٌ كأنّ أُوارَه ... ذَكا النارِ من فَيْحِ الفُروغِ طَويلُ

الأُوار: الوَهَج. وقوله: ذَكا النار، هو اشتعالها من وَهَج طَبْخِ السَّموم.

وقوله: مِن فَيْح الفُروغ، يقول: يَفيح (?) من فُرُوغهِ أي من مَجْراه الّذى يَجرِى منه كمِثْل فَرْغِ الدَّلْو. طويل: لا يكاد ينقضى مِن طُولِه وشِدّته.

فلما رأين الشمسَ صارت كأنّها ... فُوَيْقَ البَضِيعِ في الشُّعاع خَمِيلُ

البَضيع: الجزيرة في البحر. يقول: صارت الشمس حين دنتْ للغروب كأنّها قطيفةٌ لها خَمْلٌ لشُعاعِها. يقول: تراها كأنّ لها هُدْبا. وكلّ جزيرة في البحرِ بَضِيع.

فَهيَّجَها وانشامَ نَقْعا كأنّه ... إذا لَفَّها ثم استمَرّ سَحيلُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015