فظَلَّ يَرْقُبُه حتّى إذا دَمَسَتْ ... ذاتُ العِشاءِ بأَسْدافٍ مِن الغَسَم
ذاتُ العِشاء، أي الساعةُ التي من العِشاء. وقوله: يَرْقُبُه، أي يَرْصُده. وقوله: دَمَسَت، أي التبَسَت الظُّلمة. بأسداف: جَمْع سَدَف، وهو الظُّلْمة؛ وربما جعلوه الضَّوءَ؛ ويقال: اَسْدِفْ لنا، أي أَضِئْ لنا. والغَسَم: اختلاط الظُّلْمة، وهو غَبَسُ اللَّيْل وسَوادُه.
ثمّ يَنُوشُ إذا آدَ النَّهارُ له ... بَعْدَ التّرقُّبِ مِن نِيمٍ ومِن كَتَم
يَنُوش: يَتنَاول. ويقال للناقة: هي تَنُوشُ النَّبْتَ؛ وقال الرّاجز:
* تَنُوشُ منه بِجرانٍ سَرْطَمِ *
السَّرْطَم: الطّويل. آدَ الّنهار, أي مال للزّوال (?). يقول: إذا آدَ الظلّ أَكَل تلك الساعة حين يَغفُل الناسُ إذا مالَ الظِّلّ. وآدَ يَؤُود. والتّرقُّب: التخوُّف والنَّظَر. والنِّيمُ والكَتَم: شَجَران (?).
دَلَّى يَدَيْه له سَيْرًا فأَلزَمَه ... نَفّاحةً غبرَ إنْباءٍ ولا شَرَمٍ
دلَّى يديه، كأنه رماه من فَوْقه. يقول: حَطَّ يَدَيْه له وهو يَمْشي. سَيْرا, أي مَشْيا. ونَفّاحة، أي تَنْفَح بالدم. وقوله: غيرَ إنْباء، يقول: لم يُنْبِ سَهْمَه حين رماه. ولا شَرَم، أي لم يَشْرِم، أي لم يُصِب بعض جِلْده فيَشُقَّه، ولكنّه نَفَذ حتى خرج من الشِّقّ الآخَر.