في جنازة الأستاذ محمد السعيد رازز رحمه الله
خطبك- يا رزاز- لا ينسى … وجرحك الغائر لا يؤسى
وموتك ارتجت له أمة … أرخصت في خدمتها النفسا
وأمك الولهى براها الأسى … لطول ما جرعت البؤسا
بالأمس قد ودعها "فيصل" … واليوم تودع بعده الرمسا
كنت الرجاء لها فلما خبا … رجاؤها جرعتها اليأسا
شبابك الغض ذوي فجأ … مثل الكسوف إذا عرا الشمسا
شعبك ما أصبح في بهجة … إلا وفي الحسرة قد أمسى
تبا لدنيا يسطو عليها الردى … لا دنبا يبقي ولا رأسا
إن تك قد فارقتها لم تكن … فارقت إلا الهم والبؤسا
"رزاز" هل حقا سكت فلم … نعد نرى بحثا ولا درسا؟
ولم نعد نسمع من صوتك … المعهود لا نطقا ولا جرسا
رحلت- يا رزاز- من قبل أن … تبني وترسي لبيتك الأسا
إن الثلاتين التي عشتها … مرت كحلم يخادع النفسا
"رزاز" قد أودعتنا وحشة … من بعد ما كنت لنا أنسا
موتك -يا رزاز- رزء العلا … فكيف لا نحزن أو نأسى؟