أيها الطود!

إن أعظم ما تبرر فيه عظمة الكون ويتجلى فيه جمال الطبيعة: البحر والصحراء والجبل.

وقد تقدم خلال قصائد هذا الديوان وصف البحر والصحراء.

وهذه قصيدة في عظمة الجبل خاطب فيها الشاعر جبل (الضاية) - بوسوى- من وراء قضبان المعتقل إبان حرب التحرير:

أيها الواقف المطل على … الدنيا برأس متوج بالإباء!

يتحدى الردى ويهزأ … بالإعصار والعاصفات والأنواء

لا يبالي صرف الليالي … ولا يحفل بالحادثاث والأرزاء

أيها الطود ليت لي منك ما … أوتيته من مناعة واعتلاء!

ليتني كنت- أيها الطود- حرا … من قيود قد حطمت كبريائي

ليتني كنت منك قطعة صخر … لا تحس الغرور في الأدعياء

وإذا ما الرياح مرت عليها … رمقتها بنظرة استهزاء!

ليتني كنت منك حبة رمل تتهادى في حلة من ضياء!

وتلاقي غذاءها من ندى … الفجر ومن صيب الحيا والهواء

وتغنى الأثير بالهمس لحنا … أزلي الأنغام والأصداء

ليتني كنت منك- يا طود- … جزءا مستقرا في القمة الشماء!

ليتني كنت لا أبالي بما يجري … حوالي من ضروب البلاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015