شوق إلى صديق كريم

راسلت بها الأخ "بوزيدي" الطاهر بن بلقاسم عندما غادرنا بالجزائر وذهب إلى بلده "برج طولقة" بعد أن عاد من منفاه "بجنين بورزق " بجنوب وهران:

قضى الله أن نشقى بتفريق شملنا … فأسكنك الصحرا وأوطننا البحرا!

نفاك إليها قبل كرها فما اشتفى … فساقك طوعا نحوها كرة أخرى

فقل لي: أأرض "زاب" أرضتك موطنا … أم أنت بأرض "الزاب" لم تستط صبرا!؟

وهل بين أهل "البرح" ألفيت فتية … سراعا إلى ما يكسب الحمد والفخرا؟

وهل فيهم من كاتب يسحر النهى! … بآياته أو شاعر ينظم الدرا؟

وهل في شباب الزاب ذو وطنية … يرى نهضة الأوطان غايته الكبرى؟

وهل فيهم من صادق الود مخلص … لإخوانه لايعرف الختل والغدرا؟

فإنني لم أرض "لجزائر"موطنا … وحقك إلا مرغم النفس مضطرا

ولا ملكت قلبي بروعة حسنها … ولا بحرها الجذاب أنساني الصحرا

ولكن رأيت "الزاب" للضيم راضخا … ومستسلما للبغي قد ألف القهرا

تمكن منه الخوف حتى حسبته! … تجرد من إيمانه واكتسى كفرا

إلى أن رأينا "الزاب" للشيخ زوجة … تزوجها كرها ولم يعطها مهرا

تزوج منها لاهيا ما بحبها! … ويجعل بعد العسر من أمرنا يسرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015