في محكمة الأمن

نحن في "محكمة الأمن" حضرنا … ولما تصدره فينا انتظرنا

ذنبنا أنا بما يجدي أمرنا … وعلى ما ناب من خطب صبرنا

وبما يحيي معالينا جهرنا … وعلى ما يعجز الناس قدرنا

وبهذا الدين كم باغ قهرنا … وجيوش قد هزمنا ودحرنا

وعلى كل العراقيل انتصرنا … وإذا نحن بذا الخير اشتهرنا

وبنينا كل مجد ونشرنا … وإليه قد دعونا وأشرنا

رب: إنا كم حمينا وأجرنا … فأجرنا فبك الله استجرنا

ولنعماك حمدنا وشكرنا

بعد الخروج من السجن

قد خرجنا من قبرنا وبعثنا … وسجون الأحرار مثل القبور

هل نرى - يا ترى- الذي قد فقدنا … ويذوق الفؤاد طعم السرور؟

أم نلاقي ما قد لقيناه في السجن … من الهم والأسى والشرور

غير أني أرى الحياة كسجن … فيه يحيا الطليق كالمأسور

وإذن نحن بين سجن وسجن … في شقاء المقيد المقهور

يا لبؤس الإنسان يخدع بالدنيا … وما هي غير إفك وزور

إنها مثل ما حكى الله في محكم … تنزيله "متاع الغرور"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015