عاد فصل الربيع يختال عجبا … ناشرا من بدائع الحسن ظلا

غير أن الربيع عاد غريبا … في وجود يشكو اكتئابا وثكلا

التآخي قد صار بغضا وحقدا … والتهادي قد صار بطشا وقتلا

وبلاد الإسلام ذل بها الإسلام … والعز في بنيها اضمحلا

والسجايا التي بها العرب سادوا … قد توارت وكل مجد تولى

لم يعد للربيع في النفس سحر … إنه لم يعد كما كان قبلا

الربيع الذي له النفس تهفو … حسنه من نفوسنا يتجلى

كيف تهفو نفوسنا لربيع … يجد الأخ عن أخيه تخلى؟

بل يرى الأمر جاوز الحد إذ فيه … الشقيق دم الشقيق استحلا

ربيع ولكن!!!

ربيع ولكن لم أشاهد محياه … ولم تكتحل عيني أخيرا بمرآه

أتى وأنا في البيت رهن إقامة … برغمي لأني قلت ما قاله الله

ومن كان مثلي لا يبارح بيته … فأي ربيع داخل البيت يلقاه

أنا الطائر المحبوس في القفص الذي … أعد لكي يبقى مدى الدهر سكناه

وما ذنبه إلا رخامة صوته … أيجزى بشر من يك الخير مأتاه؟

وذا مثل الداعي إلى الخير لا يرى … معينا عليه بل يحارب مسعاه

ولا سيما في عصرنا إذ طغت به … أنانية معشوقها المال والجاه

سأنظم شعرا فيك يخلد ذكره … وإن فات قلبي فيك ما يتمناه!

بدون ربيع يفقد الكون حسنه … فما الحسن إلا اسم وأنت مسماه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015