هيهات لو كان في ورد المنون فدى … فداه سبع ملايين1 من العطب!

من "للجزائر" وارباه، إن بحثت! … عن قائد كابن باديس فلم تصب

أو اشنكت من أذى باغ ومضطهد … لذائد غير هياب فلم تجب

من للشهاب وقد أودى محرره … بكاتب لا يشوب الجد باللعب؟

من "للبصائر" بعد اليوم يبرزها! … يراعه الحر في أثوابها القشب؟

قد كان في كل أسبوع يصدرها … بنفحة منه في أسلوبه العجب

ومن لتفسير آي الله يرسلها … على رؤوس خصوم الحق كالشهب؟

ومن لآمال أبناء تملكهم … من بعده اليأس من إدراك مطلب؟

كان ابن باديس يغذوهم معارفه … فودعوا مذ تولى فيه خير أب

كان ابن باديس خصم الجهل ما فتئت … يمناه تصرعه في كل مضطرب

كان ابن باديس عف النفس مقتنعا … من دهره بحياة العلم والأدب

كان ابن باديس رحب الصدر مبتسما … يلقى الخطوب بقلب غير مضطرب

كان ابن باديس للإسلام سابغة … ترد عنه سهام الطعن والريب

كان ابن باديس لا ينفك ذا كلف … بالصالحات وللعلياء ذا طلب

كان ابن باديس في أوصافه رجلا … لكنه كان في أخلاقه كنبي

فاليوم يبكي بنو الإسلام قاطبة … على ابن باديس من عجم ومن عرب

فأي طرف عليه غير منسفك؟ … وأي قلب عليه غير ملتهب؟

لم يبق طعم لعيش بعد مصرعه … إن الحياة بلا باديس لم تطب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015