عظمة محمد - صلى الله عليه وسلم -

ليس العظيم الذي قد ساد أمته … بسحر منطقه أو خلقه الحسن!

أو استرد لها حقا بصارمه … أو ذاد عنما العدى أو عسف ممتهن

إن العظيم الذي مذ جاء أمته … سادت به أمما سادت مدى الزمن

حلت محلا به ما حله أحد! … وحل منها محل الروح للبدن!

من ذاك؟ من ذا تحدى كل ذي عظم … في الكون؟ إن لم يكن محمدا فمن؟

ذاك اليتيم حليف الحزن كيف دعا … إلى الهدى ساخرا من كل ذي وثن

ذاك الفقير ربيب القفر كيف بنى … حضارة مثلها في الدهر لم يكن!

ذاك الذي ما تلا حرفا ولا كتبت … يمناه سطرا تحدى كل ذي لسن

ووحد العرب أهواء ومعتقدا! … وكان بعضهم لبعض ذا إحن!

لتلك معجزة التاريخ كم دهشت … أمامها من نهى جلت ومن فطن؟

فأين أمة طه؟ أين موطنها؟ … واحر قلباه قاد صارت بلا وطن

أبعد أن ملكت روما وقيصرها … وملك كسرها غدت مفقودة السكن؟

وأين أعلام جيش العرب خافقة … على المدى في سهول الأرض والحزن؟

وأين "خالد" سيف الفتح أين ثوى؟ … وأين "عقبة" نار الحرب كيف فنى؟

إنى لأخجل إذ ألقى شبيبتنا … حليفة اللهو في لج من الفتن!

والأجنبي حليف الجد منهمك … من حولهم في بناء المجد ليس ينى

نار من الحزن في قلبي يؤججها … شهود حال حمى يدعو إلى الحزن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015