في كونك المعطار كون منصت … فانشر صداك بروضك المعطار

واقصر مداك فذو السهام وإن غفا … مترصدا ابدا لذى المنقار

لا تلحني في الصمت اني أرتئي … أن الضمير أحق بالإضمار

أما الحمى فهواه بين جوانحي … يرغى ويزبد زاخر التيار

متدفقا كالموج لكن صنته … عن شاطئ الحمات والأكدار

إن الذي هو مضغة لحمية … خلق يفوق البحر في الأغوار

علق السماء وهام في عليائها … متنقلا كالكوكب السيار

القلب بيت الله فهو منزه … عن ان تطيف به يد (استعمار)

ولرب مغض بات في إغضائه … يقضان يرعى النجم في الأسحار

ويسامر الدنيا فما يدري امرؤ … ما دار بينهما من الأسمار

ويح ابن ادم من عواقب بغيه … وولوعه بالعيث والإضرار

ووثوقه بالنفس وهي كحية … رقطاء فيه خفية الأجحار

ورضاه في الأعمال عن حسناته … ولعل أكثرها من الأوزار

وتراه يلهج بالعزائم وهو في … أيدي الضروف يدار (كالبركار)

ويح العباد من العباد فجلهم … في نفرة أبدا وفي استنفار

مثل الوحوش وما تسلحهم سوى … بدع من الأنياب والأضفار

من أفدح الأشرار أن يقضى على … حرم الإلاه بغارة الأشرار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015