والعرب تعرفهم ما العرب إنهم … قوم أبوا أن يولوا أمرهم أحدا

وليس بالسهل توحيد لكلمتهم … من بعدما افترقوا رأيا ومعتقدا

لكنه لم يزل فيهم يقارع! … بقوة الحق لم يرهب لهم عددا

حتى أتو خضعا قد بايعوه على … أن يمنحوه بنيهم والنفوس فدى

ذاك الإباء الذي قد كان غطرسة … في العرب حوله إيمانهم رشدا

وذلك الخلف قد لانت ضراوته! … برحمة تخضع الشحناء واللددا

وأصبح الكون إخوانا وليس لهم … من غاية غير نشر الدين مطردا

فلم يزالوا ونشر الدين رائدهم … حتى، تآلف جند الله واتحدا!

ودعوة الحق إن لاقت مصادمة … وحاربتها نفوس أفعمت حسدا

لا بد أن تغمر الدنيا بأجمعها! … ويفتديها الذي بالأمس قد جحدا

يا أمة رضيت بالقيد صاغرة! … وضيعت مالها من سؤدد خلدا!

وملكت أمرها من ليس يرحمها … وأعرضت عن كتاب الله وهو هدى

هذا الذي غير التاريخ وجهته … دينا وفكرا وأخلاقا ومعتقدا

غيرتم دينه جهلا بقيمته! … وخنتم عهده من بعدما فقدا

كنتم جنودا له تحمون دعوته … فصرتم- بعد تقليد العدو- عدا

أضعتم ما به تعلون قدركم … وتصلحون من الأخلاق ما فسدا

فإن أردتم شفاء من شقاوتكم … فليس في غيره إصلاحكم أبدا!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015