وانتشر النور وعم الضيا … بعد الدجى وانبلج الفجر

وأصبحت "يثرب "مهد العلا … كمكمة يحجها السفر!

لكن خبا إيماننا وانطفا! … كما خبا وانطفأ الجمر!

فحلت الفوضى وشاع الخنا … وانتشرت ما بيننا الخمر!

وصار من يدعو إلى خطة … مثلى يظن بعقله شر!

ويلحظ المؤمن والمتقى … من الشباب النظر الشزر!

ومن يكن مثل بني جنسه … في زيه فهو الفتى الغر!

يا حسرتا ضاعت مقاييسنا … وانطمست أخلاقنا الغر!

وانقلب الوضع لدينا فلم! … يبق لنا عرف ولا نكر!

ومذ نتكرنا لتاريخنا … وديننا حل بنا الخسر!

فهل سنبقى هكذا لا يرى … لشأننا وزن ولا قدر

من بعد ما كنا ملوك الورى … وأمرنا ما فوقه أمر!

وقادة للناس يعنو لنا … فيما نريد العبد والحر

وقدوة في الصالحات كما … يهدى الركاب الأنجم الزهر

بل إننا للناس نبراسهم … كأننا الشمس أو البدر

منا الأولى أسماؤهم لم تزل … على فم الدنيا لها ذكر!

لم يطوها الموت ولم يحوها … كما حوى أصحابها القبر

من "كأبي بكر" الذي قد غدا … لفتنة الدين به جبر؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015