خواطر في العيد

أطل علينا يوم العيد ونحن داخل السجن، فانتظمت ... لي هذه الخواطر في القصيدة التالية:

عيد "الجزائر" هل أراك قريبا … فأذوق فيك من السرور نصيبا؟

قد طال من زمن إليك تشوقي … وسئمت حزنا في الضلوع مذيبا!

هل تجتلي عيني سناك فيشتفى … قلب يشب به الغرام لهيبا؟

هل يشتفى البلد الحبيب فطالما … ذاق البلاء وكابد التعذيبا!

هل ينجلي ليل الخطوب بأفقه … فكفاه أن يقضي الحياة حربيا!

هل يستعيد هناءه وصفاءه … ويرى زمانا كالربيع خصيبا!

ويعود كل مهاجر لبلاده … ويرى حبيب في ثراه حبيبا!

شعب "الجزائر" هل أرى لك دولة … قد ألبست ثوب الفخار قشيبا؟

أأرى "الجزائر" روضة فينانة … ورأى بها غصن الحياة رطيبا؟

والزهر في أدواحها متبسما … والطير في أفنانهن خطيبا!؟

كثرت مآتمنا فأفعم جونا! … حزنا وأرجاء البلاد نحيبا!

وغدت بلاد الحسن كالروض الذي … أضحى جديبا من حلاه سليبا!

أو مثل حسناء جفاها إلفها … فبدا محياها الجميل كئيبا!

كلا فسوف تعود بهجة حسنها … ويزيدها كسب المفاخر طيبا!

وتعود بعد كفاحها أمجادها … ويقام عيد الانتصار قريبا!

وأعود أكلف ما أكون بحسنها … وأصوغ أشعاري بها تشبيبا

فابن "الجزائر" في الحوادث لم يكن … إلا قويا- كالقضاء- صليبا!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015