[6]
كان رجل من بني سليم بن منصور يقال له: نسيب بن حميد كان يغشى أبا الأسود في منزله ويتحدث إليه في المسجد إذا جلس فكان نسيب يقول لأبي الأسود كثيرا: ما أحد من قومي ولا من غيرهم بآثر عندي منك وربما طلب الحاجة فيركب معه أبو الأسود فيها. فأصاب نسيب مستقة أصبهانية مخملة فذكرها لأبي الأسود وقال قد حدثت نفسي ببيعها فقال له أبو الأسود: أرسل بها إلي أنظر إليها. فأرسل بها نسيب إليه فأعجبت أبا الأسود فقال: بعنيها بقيمتها قال لا بل أكسوكها فأبى أبو الأسود أن يقبلها فأراها فقيل له: ثمن مائتي درهم وخمسين درهما فقال أبو الأسود: ما أظن بها غلاء وإنها لمن حاجتي فأبى وقال: خذها - إذا - هبة فقال أبو الأسود في ذلك:
الكامل
1 - بِعني نُسَيبُ وَلا تَهَب لي إِنَّني ... لا أَستَثيبُ وَلا أُثيبُ الواهِبا
2 - إِنَّ العَطيَّةَ خَيرُ ما وَجَّهتَها ... وَحَسِبتَها حَمداً وَأَجراً واجِبا