[4]
كان لأبي الأسود صديق من بني تميم ثم أحد بني سعد يقال له: مالك بن الأصرم، وكانت بينه وبين ابن عم له خصومة في دار له. وأنهما اجتمعا عند أبي الأسود فحكماه بينهما، فقال له خصم صديق أبي الأسود: إني قد عرفت الذي يبينك وبين هذا وأرجو أن لا يحملك ذلك على أن تحيف علي بشيء. وكان الرجل محقا فقضى له أبو الأسود على صديقه فقال صديقه والله ما بورك لي في عملك وفقهك حين تقضي علي. فقال أبو الأسود في ذلك:
الطويل
1 - إِذا كُنتَ مَظلوماً فَلا تُلفَ راضياً ... عَن القَومِ حَتّى تَأَخُذَ النِصفَ واغضَبِ
2 - [3 / ب] فَإِن كُنتَ أَنتَ الظالِمَ القَوم فاطَّرِح ... مَقالَتَهُم وَاشغَب بِهِم كُلَّ مَشغبِ
أي: دعهم وما يقولونه واعمل أنت ما تحب.
3 - وَقارِب بِذي جَهلٍ وَباعِد بِعالِمٍ ... جَلوبٍ عَلَيكَ الحَقَّ مِن كُلِّ مَجلَبِ