بني تيم اللات بن ثعلبة، وكان فيهم رجل متفحش يكثر الاستهزاء بمن مر به، فمر به أبو الأسود في بعض ما كان يمر، فلما رآه التيمي قال: كأن وجه أبي [2 / أ] الأسود وجه عجوز راحت إلى أهلها بطلاق.
فأضحك القوم، واعرض عنه أبو الأسود، فقال أبو الأسود، حين رجع إلى أهله:
الطويل
1 - وَأَهوَجَ مِلجاجٍ تَصامَمتُ قيلَهُ ... أَن اِسمَعَهُ وَما بِسَمعيَ مِن باسِ
الذي يركب رأسه جهلا.
2 - وَلَو شِئتُ ما أَعرَضتُ حَتّى أَصَبتُهُ ... عَلى أَنفِهِ خَدباءَ تَعضِلُ بِالآسي
خدباء: ضربة قاطعة.
3 - فَإِنَّ الِلسانَ لَيسَ أَهوَنُ وَقعِهِ ... بِأَصغَرَ آثاراً مِنَ النَحتِ بِالفاسِ
4 - وَذي إِحنَّةٍ لَم يُبدِها غَيرَ أَنَّهُ ... كَذي الخَبلِ تَأبى نَفسُهُ غَيرَ وَسواسِ
5 - صَفَحتُ لَهُ صَفحاً طَويلاً كَصَفحِهِ ... وَعَيني وَلا يَدري عَليهِ وَأَحراسي
6 - وَعندي لَهُ إِن ثار فَوَّارُ صَدرِهِ ... فَحاً جَبَلِيٌّ لا يَعودُ لَهُ الحاسي