فَلَو بَكت الدما عَيْنَاك خوفًا ... لذنبك لم أقل لَك قد أمنتا
وَمن لَك بالامان وَأَنت عبد ... أمرت فَمَا أئتمرت وَلَا أطعتا
ثقلت من الذُّنُوب وَلست تخشى ... لجهلك أَن تخف إِذا وزنتا
وتشفق للمصر على الْمعاصِي ... وترحمه ونفسك مَا رحمتا
رجعت الْقَهْقَرَى وخطبت عشوا ... لعمرك لَو وصلت لما رجعتا
وَلَو وافيت رَبك دون ذَنْب ... وناقشك الْحساب إِذا هلكتا
وَلم يظلمك فِي عمل وَلَكِن ... عسير أَن الْمنَازل فِيهِ شَتَّى
لأعظمت الندامة فِيهِ لهفا ... على مَا فِي حياتك قد اضعتا
تَفِر من الهجير وتنقيه ... فَهَلا عَن جَهَنَّم قد فررتا
وَلست تطِيق أهونها عذَابا ... وَلَو كنت الْحَدِيد بهَا لذبتا
فَلَا تكذب فَإِن الْأَمر جد ... وَلَيْسَ كَمَا احتسبت وَلَا ظننتا
أَبَا بكر كشف أقل عيبي ... وَأَكْثَره ومعظمه سترتا