وَبَينهمَا بِنَصّ الْوَحْي بون ... ستعلمه إِذا طه قرأتا
لَئِن رفع الْغنى لِوَاء مَال ... لأَنْت لِوَاء علمك قد رُفِعَتَا
وَإِن جلس الْغنى على الحشايا ... لأَنْت على الْكَوَاكِب قد جلستا
وَإِن ركب الْجِيَاد مسومات ... لأَنْت مناهج التَّقْوَى ركبتا
وَمهما افتض أبكار الغواني ... فكم بكر من الحكم افتضضتا
وَلَيْسَ يَضرك الإقتار شَيْئا ... إِذا مَا أَنْت رَبك قد عرفتا
فَمَاذَا عِنْده لَك من جميل ... إِذا بِفنَاء طَاعَته أنختا
فقابل بِالْقبُولِ صَحِيح نصحي ... فَإِن أَعرَضت عَنهُ فقد خسرتا
وَإِن راعيته قولا وفعلا ... وتاجرت الْإِلَه بِهِ ربحتا
فَلَيْسَتْ هَذِه الدُّنْيَا بِشَيْء ... تسؤوك حقبة وتسر وقتا
وغايتها إِذا فَكرت فِيهَا ... كفيئك أَو كحلمك إِن حلمتا
سجنت بهَا وَأَنت لَهَا محب فَكيف تح مَا فِيهِ سجنتا
وتطعمك الطَّعَام وَعَن قريب ... ستطعم مِنْك مَا مِنْهَا طعمتا
وتعرى إِن لبست لَهَا ثيابًا ... وتكسى إِن ملابسها خلعتا
وَتشهد كل يَوْم دفن خل ... كَأَنَّك لَا ترَاد بِمَا شهدتا