وَما كانَتْ مُنىً بَعُدَتْ لِتَغْلُو ... بِطُولِ مَشَقَّةِ السَّيْرِ الطَّويلِ

فَكَيْفَ تَخِيمُ وَالآمالُ أَدْنى ... إِلَيْكَ مِنَ الْقِداحِ إِلى الْمُجِيلِ

وَقَدْ نادى النَّدى هَلْ مِنْ رَجاءٍ ... وَقالَ النَّيْلُ هَلْ مِنْ مُسْتَنِيلِ

وَلَمْ أَرَ قَبْلَهُ أَمَلاً جَواداً ... يُشارُ بِهِ إِلى عَزْمٍ بَخِيلِ

عَلامَ تُرَوِّضُ الْحَصْباءُ خِصْباً ... وَتَجْزَعُ أَنْ تُعَدَّ مِنَ الْمُحُولِ

وَكَيْفَ تَرى مِياهَ الْفَضْلِ إِلاّ ... وَقَدْ رُشِفَتْ بِأَفْواهِ الْعُقُولِ

لَقَدْ أَعْطَتْكَ صِحَّتَها الأَمانِي ... فَلا تَعْتَلَّ بِالْحَظِّ الْعَلِيلِ

وَما لَكَ أَنْ تَسُومَ الدَّهْرَ حَظّاً ... إِذا ما فُزْتَ بِالذِّكْرِ الْجَمِيلِ

إِذا أَهْلُ الثَّناءِ عَلَيْكَ أَثْنَوا ... فَسِرْ فِي الْمَكْرُماتِ بِلا دَلِيلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015