لَقَدْ نَصَحَ الدَّهْرُ مَنْ غَرَّهُ ... فَحَتّامَ يُتَّهَمُ النّاصِحُ
حَمى اللهُ أَرْوَعً يَحْمِي الْبِلادَ ... مِنَ الْجَدْبِ مَعْرُوفُهُ السّائِحُ
أَغَرُّ يَزِينُ التُّقى مَجْدَهُ ... وَيُنْجِدُهُ الْحَسَبُ الْواضِحُ
أيا ذا الْمَكارِمِ لا رُوِّعَتْ ... بِفَقْدِكَ ما هَدْهَدَ الصّادِحُ
فَما سُدَّ بابٌ مِنَ الْمَكْرُماتِ ... إِلاّ وَأَنْتَ لَهُ فاتِحُ
أَبى ثِقَةُ الْمُلْكِ إِلاّ حِماكَ ... حِمىً وَالزَّمانُ بِهِ طائِحُ
وَما كُلُّ ظِلٍّ بِهِ يَسْتَظِلُّ ... مَنْ شَفَّهُ الرَّمَضُ اللاّفِحُ
طَوى الْبَحْرَ يَنْشَدُ بَحْرَ السَّماحِ ... إِلى الْعَذْبِ يُقْتَحَمُ الْمالِحُ
فَبادَرْتَ تَخْسَأْ عَنْهُ الْخُطُوبَ ... دِفاعاً كَما يَخْسَأُ النَّابِحُ
تَرُوعُ الرَّدى وَالْعِدى دُونَهُ ... كَما رَوَّعَ الأَعْزَلَ الرَّامِحُ
عَطَفْتَ عَلَيْهِ أَبِيَّ الْحُظُوظِ ... قَسْراً كَما يُورَدُ الْقامِحُ
وَباتَ كَفِيلاً لَهُ بِالثَّراءِ ... وَالْعِزِّ طائِرُكَ السّانِحُ