وَقى اللهُ فِيكَ الدِّينَ وَالْبأْسَ وَالنَّدى ... عُيُونَ الْعِدى ما جاوَر الْعَيْنَ مُوقُها

عزَفْتَ عَنِ الدُّنْيا فَلَوْ أَنَّ مُلْكَها ... لِمُلْكِكَ بَعْضٌ ما اطَّباكَ أَنِيقُها

خُشُوعٌ وَإِيمانٌ وَعَدْلٌ وَرَأْفَةٌ ... فَقَدْ حُقَّ بِالنَّعْماءِ مِنْكَ حَقِيقُها

عَلَوْتَ فَلَمْ تَبْعُدْ عَلَى طالِبٍ نَدىً ... كَمُثْمِرَةٍ يَحْمِي جَناها بُسُوقُها

فَلا تَعْدَمِ الآمالُ رَبْعَكَ مَوْئِلاً ... بِهِ فُكَّ عانِيها وَعَزَّ طَلِيقُها

سَبَقْتَ إِلى غاياتِ كُلِّ خَفِيَّةٍ ... وَما يُدْرِكُ الْغاياتِ إِلاَّ سَبُوقُها

وَلَمَّا أَغَرْتَ الْباتِراتِ مُخَنْدِقاً ... تَوَجَّعَ ماضِيها وَسِيءَ ذَلُوقُها

وَيُغْنِكَ عَنْ حَفْرِ الْخَنادِقِ مِثْلُها ... مِنَ الضَّرْبِ إِمَّا قامَ لِلْحَرْبِ سُوقُها

وَلكِنَّها فِي مَذْهبِ الْحَزْمِ سُنَّةٌ ... يَفُلُ بِها كَيْدَ الْعَدُوِّ صَدِيقُها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015