لَوْ أَنَّ مَنْ يَرْوِي حَدِيثَ سَماحِهِ ... يَرْوِيهِ عَنْ صَوْبِ الْحَيا ما صُدِّقا

صَحِبَ الزَّمانَ وَكانَ يَبْساً ذاوِياً ... فَسَقاهُ بِالْمَعْرُوفِ حَتّى أَوْرَقا

لا تَذْكُرَنَّ لَهُ الْمَكارِمَ وَالعُلى ... فَتَهِيجَ صَبّاً أَوْ تَشُوقَ مُشَوَّقا

عَشِقَ الْمَحامِدَ وَهْيَ عاشِقَةٌ لَهُ ... وَكَذاكَ ما بَرِحَ الْجَمالُ مُعَشَّقا

يَجْرِي عَلَى سَنَنِ الْمَكارِمِ فِعْلُهُ ... خُلُقاً إِذا كانَ الْفَعالُ تَخَلّقا

لا يَمْنَحُ الإِحْسانَ إِلاّ شامِلاً ... خَيْرُ الْحَيا ما عَمَّ مِنْهُ وَطَبَّقا

كَتَمَ الصَّنائِعَ فَاسْتَشاعَ ثَناؤُها ... مَنْ ذا يَصُدُّ الصُّبْحَ عَنْ أَنْ يُشْرِقا

قَدْ حالَفَ الْعَزْمَ الْحَمِيدَ فَلَمْ يَخَفْ ... خَطْباً يُحاوِلُ فَتْقَهُ أَنْ يَرْتُقا

وَرَمى إِلى الْغَرَضِ الْبَعِيدِ فَلَمْ يَبِتْ ... أَبَداً بِغَيْرِ الْمَكْرُماتِ مُؤَرَّقا

سامِي الْمَرامِ شَرِيفُهُ إِنْ تَدْعُهُ ... لا تَدْعُهُ لِلْخَطْبِ إِلاّ مُقْلِقا

إِنْ جادَ فِي بِشْرٍ تُوُهِّمَ عارِضاً ... أَوْ حَلَّ فِي نَفَرٍ تَراءَوا فَيْلَقا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015