وَما كانَ لِي أَنْ لا أَزُفَّ عَرائِسِي ... إِلَيْكَ وَقَدْ أَغْلَيْتَها دُونَهُمْ مَهْرا
جَعَلْتُ لَها مِنْ مَدْحِكَ الْفاخِرِ الْحُلى ... وَمِنْ جُودِكَ النُّعْمى وَمِنْ ظِلِّكَ الْخِدْرا
وَإِنْ طالَ عُمْرٌ لَمْ تُقَصِّرْ غَرائِبٌ ... يَعُزُّ اللَّيالِي أَنْ تُطاوِلَها عُمْرا
بَدائِعُ إِنْ بَغْدادُ هامَتْ بِحُبِّها ... فَفَدْ تَيَّمَتْ مِنْ قَبْلِها وَشَجَتْ مِصْرا
وَوَاللهِ لا أَغْبَبْتُ شُكْراً وَسَمْتُهُ ... بِمَدْحِكَ ذا ما اسْتَوجَبَ الْمُحْسِنُ الشُّكْرا
لِيَلْبَسَ جِيدُ الْمَجْدَ مِنْ حَلْيِ مَنْطِقِي ... قَلائِدَ دُرٍّ تَزْدَرِي عِنْدَهُ الدُّرّا
إِذا قُلْتُ فِي تاجِ الْمُلُكِ قَصِيدَةً ... مِنَ الشِّعْرِ قالُوا قَدْ مَدَحْتَ بِهِ الشِّعْرا
96
وقال أيضاً يمدحه، وأنشده إياها في عيد البحر سنة أربع عشرة وخمس مائة:
الوافر
أَلَمْ تَكُ لِلْمُلُوكِ الْغُرِّ تاجا ... وَلِلدُّنْيا وَعالَمِها سِراجا
أَلَمْ تَحْلُلْ ذُرى الْمَجْدِ الْتِهاماً ... بِغاياتِ الْمَكارِمِ وَالْتِهاجا
لَقَدْ شَرُفَ الزَّمانُ بِكَ افْتِخاراً ... كَما سَعِدَ الأَنامُ بِكَ ابْتِهاجاً
رَأَوْا مَلِكاً أَنامِلُهُ بِحارٌ ... مَنَ الْمَعْروفِ تَلْتَجُّ الْتِجاجا