29
وسأله أبو الفرج علي بن الحسين الزرافي أن يعمل أبياتا في جارية أراد شراءها واعترضها أبو الفتوح محمد بن محمد القابض فتجافى له عنها، وأدرك المعترض غفلة عنها كانت سببا إلى أن اشتراها غيره، فقال أبو عبد الله:
البسيط
يا مُفْلِتَ الظَّبْيَةِ الْغَنّاءِ مِنْ يَدِهِ ... هَلاّ عَلِقْتَ بِها حُيِّيتَ مُقْتَنِصاً
ذُقِ الْمَلامَةَ مَحْقُوقاً فَما ظَلَمَتْ ... كَأْسُ النَّدامَةِ إِنْ جُرِّعْتَها غُصَصا
قَدْ أَمْكَنَتْكَ فَما بادَرْتَ فُرْصَتَها ... مَنْ شاوَرَ الْعَجْزَ لَمْ يَسْتَنْهِضِ الْفُرَصا
وَقَدْ تَحاماكَ فِيها حاذِقٌ دَرِبٌ ... بِالصَّيْدِ لَوْلاكَ لَمْ يُحْجِمْ وَلا نَكَصا
إِنَّ اللَّبِيبَ إِذا ما عَنَّ مَطْلَبُهُ ... أَهْوى إِلَيْهِ وَلَمْ يَنْظُرْ بِهِ الرُّخَصا