فَأَنتَ الَّذي لَم يَمشِ يَومَ حَفيظَةٍ ... بَأَثبَتَ مِن حَيزومِكَ الأَجرَدُ النَهدُ
وَلا امتَدَّ باعٌ مِثلَ باعِكَ في العُلا ... وَلا في العَوالي وَهيَ مُشرَعَةٌ مُلدُ
وَلا وَلَدَت حَواءُ مِن نَسلِ آدَمٍ ... كَأَنتَ فَتىً سَمحاً وَإِن كَثُرَ الوُلد
لَكَ المَجدُ وَالجَدُّ الكَريمُ وَقَلَّما ... رَأَينا فَتىً يَرضى لَهُ المَجدُ وَالجَدُّ
فِدىً لَكَ عَبدٌ بِالجَميلِ مَلَكتَهُ ... أَلا إِنَّما عَبدُ الجَميلِ هُوَ العَبدُ
فَعِش عُمرَ ما حبَّرت فيكَ فَإِنَّهُ ... بِسَعدِكَ لَم يَحلُل بِقائِلِهِ سَعدُ
وقال يمدحه وقد حضر مجلس شرابه وكان قد فرش نرجسًا:
عِش لِلمَكارِمِ يا كَريمَ المَغرَسِ ... وَاسلَم سَلِمتَ مَدى الزَمانِ الأَتعَسِ
وَاشرَب هَنيئاً طَيِّباً في مَجلِسٍ ... مُذ قُمتَ فيهِ لِلعُلى لَم تَجلِسِ
أَنبَت فيهِ رَوضَةً مِن نَرجِسٍ ... أَزرت نَضارَتُها بِرَوضِ الأَوعَسِ
فَكَأَنَّ قُضبانَ الزَبَرجَدِ حُمِّلَت ... أَعلا ذَوائِبها نُجومَ الحِندِسِ
قَد فاحَ عِرضُكَ حينَ فاحَ فَما دَرَوا ... أَنَسيمُ عِرضِكَ أَم نَسيمُ النَرجِسِ