كُلُّ الدِماءِ لِأَهلَها مَضمُونَةٌ ... إِلّا دَمٌ يَومَ الفِراقِ يُراقُ
سَنَحَت لَنا بَينَ السَديدِ وَبارِقٍ ... ظَبَياتُ إِنسٍ ما لَها أَرواقُ
بِيضُ المَباسِمِ وَالمَعاصِمِ وَالطُلى ... لا الشَتُّ مَطعَمُها وَلا الطُبّاقُ
لَونُ المَخانِقِ وَالحُلِيِّ يَدُلُّنا ... أَنَّ المَخانِقَ مِثلَنا عُشّاقُ
لَو لَم تَجِد بِهَوى الأَحِبَّةِ وَجدَنا ... ما اصفَرَّتِ الأَحجالُ وَالأَطواقُ
يا صاحِبيَّ تَأَمَّلا هَل بِالحِمى ... ظُعُنٌ لِخَولَةَ بِالعَشِيِّ تُساقُ
مِثلُ النَخِيلِ المُشمَخِرِّ زَهَت بِهِ ... غِبَّ الصَباحِ أَواعِسٌ وَبُراقُ
أَو كَالسَفِينِ فَلا يَكُونُ عُبابُهُ ... إِلّا الضُحى وَسَرابُهُ الخَفّاقُ
وَلَقَد سَرَيتُ وَمُؤنِسِي مُتَماُيلٌ ... مَيلَ النَزِيفِ مُرَوَّعٌ مِقلاقُ
في لَونِهِ كَلَفٌ وَفِي أَعضائِهِ ... قَضَفٌ وَفِي أَوصالِهِ اِستِثاقُ