هَفَوا هَفوَةً مِن غَيرِ بُغضِ فَأُدِّبُوا ... بِعَفوِكَ إِنَّ العَفوَ لِلحُرِّ تَأَديبُ

وَلَو شِئتَ حاشا طِيبَ أَصلِكَ أَن تُرى ... مُسِيئاً لَخاضَت في الدِماءِ اليَعابِيبُ

وَعادَت سُيوفُ الهِندِ ما لِنُصُولِها ... شِفارٌ وَما لِلمارِناتِ أَنابِيبُ

خُلِقتَ كَرِيماً لَم يَفتُكَ تَفَضُّلٌ ... وَطَولٌ وَلا أَخطاكَ حَزمٌ وَتَهذِيبُ

بَرَزتَ إِلَيهِم مُغضَباً فَتَضَرَّعُوا ... إِلَيكَ وَما بَعدَ التَضَرُّعِ تَثرِيبُ

لَئِن رَهِبُوا لَمّا رَأَوكَ لَقَد رَأَوا ... بِكَ الهَولَ إِنَّ المَنظَرَ الهَولَ مَرهُوبُ

فَعَفواً عَفا عَنكَ الإِله وَرَأفَةً ... فَعَفوُكَ مِن عَفوِ المُهَيمِنِ مَحسُوبُ

فَإِنَّهُمُ لَم يَعهَدُوا مِنكَ جَفوَةً ... وَلا ذُبَّ مِنهُم في جَنابِكَ مَذبُوبُ

تَرَبّى عَلى إِنعامِكَ الطِفلُ مِنهُمُ ... وَشَبَّ عَلى إِحسانِكَ المُردُ وَالشَيبُ

وَأَنسى وَلا أَنسى نَصِيحاً وَخادِماً ... مُسِنّاً لَهُ حَقُّ عَلى المَلكِ مَوجُوبُ

فَجُد بِالرِضا عَنهُم فَإِنَّك يُوسُفٌ ... وَعَبدُكَ شَيخُ الدَولَةِ الشَيخُ يَعقُوبُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015