شادُوا العُلى بِسِنانِ كُلِّ مُثَقَّفٍ ... قاني الشَبا وَغِرارِ كُلِّ يَماني

وَثَنَوا أَنابِيبَ الرِماحِ كَأَنَّما ... يَقطُرنَ مِن عَلَقِ سُلافَ دِنانِ

وَكَأَنَّ مُعوَجَّ الأَسِنَّةِ بَعدَما ... طَعَنُوا بِهِنّ مَخالِبُ العِقبانِ

وَكَأَنَّما قِطَعُ الرِماحِ تَدُوسُها ... أَيدِي الجِيادِ سَبائِكُ العِقيانِ

قَومٌ إِذا لَبِسُوا التَرِيكَ لِحادِثٍ ... غَطُّوا بِهِنَّ مَواقِعَ التِيجانِ

وَإِذا هُمُو دَسُّوا الوَعيدَ لِمُجرِمٍ ... وَخَزُوا بِمثلِ أَسِنَّةِ المُرّانِ

جَعَلُوا نُفُوسَهُمُ لِبُنيانِ العُلى ... ثَمَناً لَقَد صَبَرُوا عَلى الأَثمانِ

وَوَفَوا بِما وَعَدُوا العُفاةَ كَأَنَّما ... قامُوا لِسائِلِهِم بِعَقدِ ضَمانِ

يا مَن بَنى لِبَني أَبِيهِ مَراتِباً ... لَم يَبنِهِنَّ مِنَ البَرِيَّةِ باني

ما العِيدُ لَولا حُسنُ وَجهِكَ طالِعاً ... فِيهِ وَلَولا سُنَّةُ الرَحمَنِ

جَمَّلتَهُ لَمّا بَرَزتَ مُعَيِّداً ... فِيهِ كَأَنَّكَ فِيهِ عيدٌ ثاني

فَاسعَد بِهِ لا زِلتَ حِلفَ سَعادَةٍ ... وَعُلُوِّ مَرتَبَةٍ وَرِفعَةِ شانِ

وافخَر فَإِنَّكَ في أَوانٍ أَهلُهُ ... قَد فاخَرُوا بِكَ أَهلَ كُلِّ زَمانِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015