فَحِينَ تَأَمَّلُوا خَبَبَ المَذاكي ... أَطارَ الخَوفُ أَنفُسَهُم شعاعا

وَسائِل عَنهُ في حَلَبٍ أُلوُفا ... أَبَت أَسوارُهُم إِلّا اِمتِناعا

نَهاهُم عَن مَمالِكِهِ اِقتِساراً ... وَقَد مَلَكُوا المَعاقِلَ وَالقِلاعا

وَحَطَّهُمُ وَقَد كَرِهُوا المَنايا ... وَما كانُوا الظِماءَ وَلا الجِياعا

وَأَحسَنَ بِالمُسيءِ وَكَفَّ عَمّا ... تَبِيتُ النَفسُ تَتَبَعُهُ اتِّباعا

وَخَلّى المالَ قَد أَوهى المَطايا ... وَلَم يَعصِ الإِمامَ وَقَد أَطاعا

وَأَطلَقَ جَعفَراً وَبَني أَبيهِ ... وَقَلَّدَهُم جَميلاً وَاِصطِناعا

وَمَنَّ عَلى بَني الجَراحِ جَمعاً ... وَلَم تَكُ مِنَّةً ذَهَبَت ضَياعا

وَرَدَّ المُلكَ حَتّى ما رَأَينا ... لَمُلكٍ غَيرِ ذا المُلكِ اِرتِجاعا

وَأَمَّنَ خَوفَنا حَتّى أَمِنّا ... بِكَثرَةِ ما يُراعي أَن نُراعا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015