أَجَدَّ الصَبرُ بَعدَكُمُ اِمتِناعا ... وَجَدَّ الوَصلُ نَأياً وَاِنقِطاعا

قَضى صَرفُ الزِمانِ لَنا اِفتِراقاً ... فَهَل يَقضي الزَمانُ لَنا اِجتِماعا

يَحِنُّ إِلى رِباعِكُمُ فُؤادِي ... فَلا بَعُدَت رِباعُكُمُ رِباعا

وَيَلمَعُ بارِقُ العَلَمَيْنِ وَهْنًا ... فيُحدث لي رسيسًا والتياعا

وإذا هبت صبا نجد أطارت ... فؤادي نحو أرضكم نزاعا

سقى الله اليفاع بحيث أمست ... تقابل داركم ذاك اليفاعا

سحائب كلما رفعت شراعًا ... يفرغ دره أرخت شراعا

تمد لربها الجوزاء كفا ... ويبسط نحوك الأسد الذراعا

ويلمع برقها والليل داج ... كما عاينت في اليم الشعاعا

سَرى طَيفُ الكَرى يَجتابُ فَرداً ... مَهالِكَ تُرهِبُ البَطَلَ الشُجاعا

إِلى رَكبٍ تَهُزُّهُمُ النَواجي ... كَما هَزَّت صَبا الرِيحِ اليَراعا

إِذا ما هَوَّمُوا وَضَعوا أَكُفّاً ... عَلى الأَسرارِ خَوفاً أَن تُذاعا

رَجُوا حَلَبَ الغَمامِ فَقُلتُ إِنّي ... أَرى حَلَباً أَدَرَّ لَنا اِنتِفاعا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015